يزداد ميل النجوم والرياضيين إلى استعمال الأكواب الزجاجية الصغيرة التي تشفط البشرة، أو ما يُعرف بـ«الحجامة»، وعادت هذه الطريقة للظهور الآن لمعالجة حب الشباب والتهاب القصبات الهوائية وألم أسفل الظهر وحالات الالتواء والصداع النصفي والتعب والإحباط العابر...
تبدأ جلسة «الحجامة» بأخذ نبض المريض لتحديد مستوى التوازن بين الين واليانغ، ومدى ضعف أعضاء الجسم. ثم يساهم التدليك الدقيق في تهيئة الجسم لوضع الأكواب الشافطة: يضغط المعالج على النقاط التي تسبب الألم. في المرحلة اللاحقة، سيشعر المريض بحرارة مريحة تترافق مع وخزٍ يصبح مؤلماً في المناطق المتشنّجة. يمكن استعمال هذا الحل لمعالجة برودة اليدين ورطوبتهما.
ثبتت فاعلية الجمع بين التدليك والأكواب الشافطة بسرعة، فقد تمكنت هذه الطريقة من إخفاء حب الشباب الزهري والحبوب على الظهر. ويمكن أن يكرّر المريض هذا النوع من العلاجات تزامناً مع التغيرات الموسمية كي يستعيد القوة والنشاط، وينام بعمق وهدوء في المساء.
علاج بسيط وطبيعي
في وجه الرواج الكبير الذي يحصده العلاج بالأكواب الشافطة، تحمل الأوساط الطبية تساؤلات كثيرة عن هذا العلاج الطبيعي الذي يخلو من الآثار الجانبية. لذا حاولت مئات الدراسات تقييم فاعلية الأكواب الشافطة بطريقة علمية. يُقال إنها تستطيع معالجة حب الشباب، والقوباء المنطقية، والإكزيما، وشلل الوجه، والروماتيزم، والتهاب المفاصل، والألم العضلي الليفي، وارتفاع الضغط، والصداع النصفي، ومشاكل الخصوبة، والقلق، والاكتئاب، واحتقان الصدر...
لا يمكن إثبات هذه النتائج رسمياً نظراً إلى ضرورة مقارنة أي علاج مع دواء وهمي للتأكد من فاعليته. لكن يصعب تطبيق هذا المبدأ مع الأكواب الشافطة طبعاً. يطالب الأطباء بإجراء دراسات عشوائية والتأكد من أثر الدواء الوهمي. لكن يقول دانيال هنري، خبير في جلسات الأكواب الشافطة: «حين يعجز الناس عن المشي رغم أخذ الكورتيزون أو يتألمون منذ سنوات ثم يختفي الألم خلال جلسة أو جلستين، لا حاجة إلى إثباتات إضافية!».
استعمل هنري معارفه في العلاج بالحركة وتقويم العظام والطب الصيني لابتكار طب الأكواب الشافطة عبر أنظمة علاجية دقيقة. إنها أداة بسيطة ومفيدة جداً وتستهدف التقلصات العضلية تحديداً. يستعيد الناس استقامتهم بعد الخروج من الجلسة العلاجية. وتتّضح فاعلية هذا العلاج أيضاً على مستوى ألم أسفل الظهر وعسر الطمث، وحتى نوبات الربو أو الإحباط العابر والخفيف.
لكن كيف يمكن تفسير هذه النتائج المفاجئة؟ تتعدد العوامل المؤثرة بحسب هنري. تؤدي إزالة الضغط بعد تفريغ الهواء من الأكواب الشافطة إلى شفط البشرة وتدفق الدم. ويسمح تنشيط الأوعية الدموية موضعياً بتحسين الدورة الدموية وإزالة الاحتقان والتخلص من السموم. تحصل هذه العملية على سطح البشرة، أو في عمقها، أو بعيداً عنها لأن البشرة والأحشاء والعضلات والأعصاب تكون مترابطة.
أخيراً، تستهدف الأكواب الشافطة أيضاً نقاط وخز الإبر والمناطق التي يتراكم فيها البرد والحرّ والهواء والجفاف أو الرطوبة، أي العوامل التي يعتبرها الطب الصيني مسؤولة عن الأمراض حين يختلّ توازنها.
علاج فاعل لتسكين الألم
فاعلية الأكواب الشافطة معروفة لمعالجة الاضطرابات الرئوية، لكن تتراجع الأدلة على مفعولها لتسكين الألم. مع ذلك يؤكد بعض المرضى على اختفاء أوجاع الظهر لديهم بفضل الأكواب الشافطة. تدرّب بعض الخبراء أيضاً على استخدام هذه التقنية ويستعملونها لتخفيف الأورام الدموية المؤلمة حين ترتبط بكسور والتهاب الأوتار وأوجاع الكتف. تأتي النتائج مدهشة على مستوى هذه الأوجاع وفورية بالنسبة إلى الرياضيين الذين يواجهون مشاكل في وتر العرقوب تحديداً.
عموماً، يكفي الخضوع لجلسة أو جلستين لتخفيف التهاب لقيمة العضد الوحشية وألم أسفل الظهر وانسداد العنق ومشاكل الالتواء والفصال العظمي. كذلك، يمكن معالجة الصداع النصفي والأوجاع المرتبطة بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية بالدرجة نفسها. من خلال إعادة التناغم إلى أعضاء الجسم، ستمرّ فيها الطاقة بشكلٍ سليم ويتجدد الشعور بالراحة.
يشمل الظهر نقاطاً تسمح باستهداف العواطف والمعنويات ومن مسؤولية المعالِج أن يحدد النقاط التي يجب استهدافها بحسب نوع التعب وعواطف المريض (حزن، قلق...).
خطوات عملية
• مدة وضع الأكواب الشافطة: توضع طوال عشرين دقيقة عموماً، إلا في مناطق محددة تتطلب وقتاً أقل.
• مكان استعمالها: يمكن وضع الأكواب الشافطة في جميع المناطق تقريباً (ظهر، كتف، مرفق، ساق، كاحل يد...) ويتراوح عددها بين كوب وعشرة أكواب. أما فاعلية العلاج فتتوقف على طريقة استعمال الأكواب الشافطة.
• أكواب ساخنة: إنه نمط الاستعمال المفضّل لدى الخبراء. يمرر المعالِج بسرعة لهيباً في وعاء زجاجي صغير لتفريغ الهواء ثم يوضع على البشرة ويشفطها.
• أكواب باردة: يمكن استعمالها في حالات معينة (للأولاد الصغار أو في المناطق القريبة من الشعر). يحصل الشفط في هذه الحالة يدوياً أو بواسطة مضخّة.
• شفط بعد إحداث الشقوق: يمكن شقّ البشرة مسبقاً بأداة معقّمة لزيادة فاعلية العلاج في نقاط الاحتقان والمناطق التي يشتدّ فيها الألم.
• آثار جانبية: ما من آثار سلبية باستثناء العلامات الشهيرة التي تختفي عموماً خلال بضعة أيام.
• موانع استعمال: تبقى موانع الاستعمال قليلة إلا في حال أخذ مضادات تخثر.
تعليقات
إرسال تعليق
ادا كان لديك اي استفسار اترك تعليقك