لبنانيون يقبلون على الحجامة والأعشاب للتخلص من آلامهم
في مدينة صيدا الجنوبية، لم يكن الكابتن اللبناني طوني، الذي يعمل في إحدى شركات الطائرات الأميركية، مهتما بعلاج “تقليدي” يخلصه من أوجاع الرأس والظهر والتوتر النفسي، قبل أن تلفت نظره زوجته الأميركية ليسا إلى أهمية الحجامة، فاقتنع بالخضوع إليها بعد أن جربتها زوجته قبل نحو 4 سنوات. إلى ذلك، تقول “منذ ذلك الوقت، درجتُ على النزول إلى لبنان سنوياً، لأخضع أنا وزوجي للحجامة”. ويضيف زوجها “وجدناه العلاج السري لأمراضنا النفسية والجسدية”.
فوائد الحجامة
الواقع، أن الكابتن طوني وزوجته ليسا إلا سوى حالتين من مئات المهاجرين والمقيمين في جنوب لبنان، الذين يزورون الأطباء دورياً للخضوع للحجامة، في محاولة للعودة إلى أساليب العلاج القديمة. ويعرف الدكتور قاسم كسروان المتخصص بأمراض الرأس والأمراض العصبية والنفسية، الحجامة بأنها “فصد الدم أي إخراج كمية من الدم تصل إلى 500 سم3 لعلاج أمراض العقم وأوجاع الرأس وحالات الغضب الزائدة”.
![]() |
التداوي بالأعشاب
![]() |
واللافت، أن عماد هذه المهنة هن النساء. تقول أم محمد دغمان إنها باشرت بصناعة هذه الأدوية منذ 25 عاماً”، مشيرة إلى أن زبائنها ينتمون إلى النخبة الاجتماعية والذين استعاضوا بالأعشاب عن أدويتهم. وعن آلية الجمع والتقطير، تقول دغمان “تُجمع الزهور والأعشاب في مواسمها. فمثلاً زهور الليمون والبرتقال تُجمع في شهر مارس ويتمّ تقطيرها بعد أيام قليلة، كذلك الزعتر الذي يُجمع في شهر مايو، والميرامية التي يتمّ تصنيعها في موسم الشتاء، وزهر الطيّون في شهريّ سبتمبر وأكتوبر”. وأصبحت صناعة الأدوية “العربية”، البدائية نوعاً ما، عُرفاً وواقعاً في لبنان رأسماله الأعشاب البرية، وأرضيّته جهود القرويين.
تعليقات
إرسال تعليق
ادا كان لديك اي استفسار اترك تعليقك