حصريا…قصص مؤثرة حول معاناة مرضى داخل عيادات الطب البديل بالمغرب
البا ما يلتجئ المغاربة إلى الطب البديل بعد استنفاد كل الطرق والعلاجات الكيماوية ليبقى الباب الأخير الذي يمكن أن يطرقه هؤلاء بعد أن يئسوا من الوصفات الطبية التي لا تجدي نفعا وكثرة الأدوية التي تتسبب في مضاعفات جانبية.
“أنفوميديا ” تدخل عوالم هذا المجال المليء بالألغاز، حيث يختلط أحيانا ماهو علمي بما هو خرافي، وتسبر كواليس هذا القطاع الذي يظل رغم عدم اعتراف وزارة الصحة بالطب البديل أو ما يعرف بالطب التكميلي كقطاع مهيكل وقائم الذات، فإن ذلك لا يمنع من تناسل العيادات الخاصة المشتغلة في هذا الإطار، لكن بطرق مختلفة، حيث يتم الحصول على الترخيص من طرف الوزارة الوصية بدعوى أن هذا المكان خاص لبيع الأعشاب الطبيعية فقط وليس لمعالجة الناس.

سم النحل علاج لكل الأمراض
بإحدى العيادات المتخصصة في العلاج بمنتجات النحل والأعشاب الطبية والحجامة، تجلس العشرات من النساء فوق كراسي مصنوعة من الخشب، الواحدة تلو والأخرى في انتظار أن يأتي دورهن، بعد مرور لحظات قليلة وقفت إحداهن مرددة “هد الكرسي درني في ظهري”، لزمت الصمت لبضع دقائق تم استطردت قائلة بصوت عال ” واش لسعات النحل مؤلمة”، ظهرت ابتسامة خفيفة على شفاه الجميع، ليسمع صوت من الخلف ” غير شوية”، في البداية يصاحبك ألم بسيط لكن مع المدة يصبح هذا الأمر عادي جدا.
في الجهة اليمنى للقاعة تجلس خمس فتيات في مقتبل العمر يتبادلن أطراف الحديث، لكل واحدة منهن قصتها، تحكي إيمان بصوت منخفض على أن الأدوية الكيماوية التي تستعملها منذ حوالي سنتين لم تظهر أي نتيجة، بل الأكثر من هذا مازالت تشعر بنفس الآلام، مما جعلها تبحث عن البديل وتتخلى نهائيا عن الأدوية.
التداوي بالأعشاب الطبيعية أحسن بكثير من الأدوية الكيماوية تقول إيمان، والدليل على صحة قولها هو أنها منذ أن بدأت تستعمل لسعات النحل لاحظت تحسن كبير، رغم أنها في البداية شعرت بنوع من الألم خاصة على مستوى الأماكن التي تتعرض فيها للسعات النحل وارتفاع درجة حرارة الجسم، وبهذا الخصوص يقول رضوان فصيح مختص في العلاج بمنتجات النحل، على أن هذه الأعراض في البداية تكون عادية جدا، ولا تشكل أي خطر على صحة المريض، لأن جميع الأشخاص الذين يزاولون هذه المهنة يدركون جيدا الأماكن التي يجب أن يتم فيها اللسع وبهذا الخصوص يشير أن جسم الإنسان يضم حوالي 400 مكان مخصص للسعات النحل، مضيفا أن هذه الآلام تزول عندما يكتسب جسم الإنسان المناعة ضد أي مرض.
إيمان ليست الفتاة الوحيدة التي تردد على لسانها أن الطب الكيماوي مكلف جدا ولا يقدم نتائج ايجابية مائة في المائة، بل هناك العشرات إن لم نقل المئات من المرضى الذين أصبحوا يفضلون العلاج بالمواد الطبيعية.

تشريط الجسم
غير بعيد عن إيمان تجلس فاطمة البالغة من العمر 46 سنة، تحكي بنبرة حزينة ” راه ركابي مبقوش عندي” فهي تعاني من الروماتيز”البرودة”، منذ حوالي عشرة سنوات، تقول على أنها استعملت أدوية باهظة الثمن لكن دون جدوى، مما جعلها تفكر في اللجوء إلى الطب الطبيعي، وفعلا لاحظت الفرق لأنه بعد استعمال “الحجامة” في أماكن مختلفة من جسمها بدأت تشعر بتحسن، خاصة على مستوى المفاصل، لكن المشكل الوحيد الذي تعاني منه فاطمة هو أن المكان الذي يتم “تشريطه” يخلف أثار جانبية، وبخصوص هذه النقطة يقول رضوان فصيح على أن الآثار التي تترك على جسم المرأة تزول مع الوقت لدى لا داعي للخوف، مضيفا أن الهدف من الحجامة هو استخلاص الدم الفاسد من جسم الإنسان، لأن الكريات الحمراء التي لم تعد تقوم بدورها كما يجب أو وصلت إلى مرحلة الشيخوخة إن صح التعبير قد تسبب عدة مشاكل، لذلك يتم استعمال “الحجامة” من أجل التخلص من هذا الدم.
الطب البديل له مضاعفات خطيرة
يرى طبيب مختص في الطب العام، لم يرد ذكر اسمه على أن الطب بالوسائل التقليدية قد يشكل مضاعفات خطيرة على حياة المرضى، لأنه في هذه الحالة لا يمكن التلاعب بأرواح الناس. ويضيف على أن غالبية الأشخاص الذين يشتغلون في هذا المجال لم يدرسوا هذا التخصص، وبالتالي لا يمكنهم معالجة المرضى بهذه الطرق، فبرغم من أن هذه الأعشاب طبيعية ولا تتوفر على مواد كيميائية فلا يمكن وصفها للمرضى لأنه يمكن أن تكون لها أثار جانبية. وبما أن هؤلاء الأشخاص لم يدرسوا الطب فلا يمكن لهم تشخيص المرض.
في حين يؤكد لحسن افيدي رئيس جمعية اتحاد العشابين بالمغرب، في أحد تصريحاته على ضرورة تشجيع هذا القطاع وتقنينه نظرا لأهميته وقطع الطريق أمام المشعوذين والدجالين والعطارين الذين يستغلون هذه الأعشاب في أشياء أخرى. كما أن الجمعية تطالب بإجراء تحاليل طبية للأعشاب المعروضة للبيع والتأكد من سلامتها ومدة صلاحيتها. مضيفا يجب استغلال المجال النباتي الذي يحظى به المغرب في إطار البحث عن حلول ناجعة لتجاوز اللأزمة الصحية التي يعاني منها المجتمع. وأوضح أن الجمعية تهدف إلى تأسيس معهد متخصص لتكوين عشابين مختصين في الطب البديل.

الفراغ القانوني
لا يمكن أن نتحدث عن الطب البديل أو الطب التكميلي، لسبب بسيط جدا هو أن وزارة الصحة لا تعترف بوجوده، وبالتالي لا يوجد قانون يمكن أن ينظم هذا القطاع، هذا ما أكده رضوان فصيح المختص في العلاج بمنتجات النحل، أما بالنسبة لترخيص الذي حصل عليه من طرف الوزارة الوصية يقول رضوان على أنه ترخيص خاص بمحل بيع الأعشاب الطبيعية، وليس بعيادة تقدم العلاجات للمرضى، بل الأكثر من هذا هو أن في المغرب لا توجد جامعات أو معاهد خاصة تدرس كل ما له علاقة بالأعشاب الطبيعية. لذا يضطر جميع الأشخاص المهتمين بهذا المجال سواء كانوا أطباء، صيادلة ومتخصصين في الأعشاب الطبيعية لمواكبة جميع الدورات التكوينية التي تنظم في هذا المجال سواء داخل المغرب أو خارجه، لأن الدول التي تسهر على القيام بهذه الدورات تقوم بتوزيع شهادات معترف بها.
أما بالنسبة للأعشاب التي يتم استعمالها يقول رضوان على أنها متوفرة بشكل كبير في المغرب، بحيث يوجد نوع منها بالمناطق الجبلية والساحلية ومنها نوع يوجد في أعماق البحار. فهو يحرص على استعمال كل نوع من الأعشاب على حدة، ولا يقوم بخلط الأعشاب مخافة أن يلحق الأذى بالمرضى لأن لكل شخص مناعنه الخاصة.
تقارير دولية
حسب التقرير الذي أنجزته إحدى المختبرات الأوروبية فإن سم النحل يحتوي على ما لا يقل عن 18 مادة تقوم بتنشيط الجسم، ومن بين هذه المواد نذكر مادة “الميليتين” التي تعالج الالتهابات والعديد من الأمراض.
فبعدما كانت مستخلصات النحل تستعمل بشكل تقليدي، أصبحت متطورة بحيث أصبح لسعات النحل هي الأخرى تستعمل في علاج الروماتيزم، آلام المفاصل، ضغط الدم، العادة الشهرية والتصلب اللويحي …وغيرها من الأمراض التي عجز الطب الكيميائي من علاجها وهذا ما أكده البروفيسور أحمد جبريل عبيد أستاذ الهندسة الوراثية بجامعة “ماينز” بألمانيا. كما يرى الدكتور عبيد أن منطقة الكتفين والذراعين هي أفضل مكان يمكن أن يتم فيه اللسع، بينما في حالة الأمراض الجلدية يفضل اللدغ في أماكن الإصابة، ويكون اللدغ بنحلة واحدة في اليوم الأول ثم نحلتين في اليوم الثاني، ثم ثلاث، وهكذا حتى يشفى المريض.
حسب التقرير الذي أنجزته إحدى المختبرات الأوروبية فإن سم النحل يحتوي على ما لا يقل عن 18 مادة تقوم بتنشيط الجسم، ومن بين هذه المواد نذكر مادة “الميليتين” التي تعالج الالتهابات والعديد من الأمراض.
فبعدما كانت مستخلصات النحل تستعمل بشكل تقليدي، أصبحت متطورة بحيث أصبح لسعات النحل هي الأخرى تستعمل في علاج الروماتيزم، آلام المفاصل، ضغط الدم، العادة الشهرية والتصلب اللويحي …وغيرها من الأمراض التي عجز الطب الكيميائي من علاجها وهذا ما أكده البروفيسور أحمد جبريل عبيد أستاذ الهندسة الوراثية بجامعة “ماينز” بألمانيا. كما يرى الدكتور عبيد أن منطقة الكتفين والذراعين هي أفضل مكان يمكن أن يتم فيه اللسع، بينما في حالة الأمراض الجلدية يفضل اللدغ في أماكن الإصابة، ويكون اللدغ بنحلة واحدة في اليوم الأول ثم نحلتين في اليوم الثاني، ثم ثلاث، وهكذا حتى يشفى المريض.
تعليقات
إرسال تعليق
ادا كان لديك اي استفسار اترك تعليقك