أبحاث علمية حديثة تثبت الفوائد الطبية للحجامة تأكيدا لما ورد في أحاديث نبوية

ينتشر الحديث عن فوائد الطب البديل لما يقدمه من وصفات طبيعية يلجأ لها الناس بسبب قدرته كما يعتقد على الوقاية والمساعدة في العلاج. وتأتي الحجامة في مقدمة هذه الممارسات على الرغم من شكوك البعض حول فائدتها فما سر انتشارها؟ وما هي محاذيرها؟ متى تشكل خطرا على الصحة؟ هل الحجامة احتيال ونصب بإسم الدين؟ وما هي الشروط المتوفرة في الممارس؟ 
د.أحمد عايش يونس متخصص في إصابات الحبل الشوكي والأعصاب والحجامة وأستاذ الأعصاب والتأهيل في كلية سان جوروجس – جامعة لندن، تحدث لـ«القدس العربي»عن أبحاث علمية حديثة أثبتت فوائد الحجامة كما ذكر في السنة النبوية الشريفة، لكنه حذر من الممارسة الخاطئة وخطورتها على صحة المريض وعلى سمعة الحجامة حيث قال: في البداية لم أكن مقتنعا بالحجامة لكن عندما قام طلبة عندي في الجامعة بإجراء بحوث علمية حولها ذهلت بالنتائج وبدأنا إجراء التجارب على بعض المرضى كانت النتائج العلمية تشير إلى أن الحجامة تعمل على تخفيف الآلام أيا كان مصدرها ونجحنا في إثبات نجاعتها على مرضى يعانون من آلام الركبة. وجدنا أن هناك فرقا كبيرا عند المرضى قبل الحجامة وبعدها. كان بعضهم يشتكون من صعوبة في المشي ومفصل الركبة ضيق ولا يستطيعون المشي دون عكاكيز أو يعانون من عرج معين وبعد الحجامة لاحظنا أن الألم خف والمرضى أصبحوا يستطيعون المشي بطريقة طبيعية.
ويضيف: الحجامة من السنة النبوية ولا يمكن أن نختلف على ذلك، لكن كان جهدنا ينصب في محاولة إثبات منافعها من خلال البحث العلمي، الآن والحمدلله تم الإعتراف بان الحجامة علم ونحن ندرسها المادة في كلية الطب سان جورجس في جامعة لندن وللمعلومات أصبحت تدرس في 23 كلية حول العالم دول بدأ صيتها ينتشر 
بشكل كبير كنوع من أنواع الطب البديل وبدأ الناس يفضلونها على استخدام الأدوية والمسكنات.
هناك نوعان من الحجامة:
1-الحجامة الجافة: وفيها عدة أنواع تختلف استخداماتها بين الشعوب، حيث يتم استخدام الأكواب بدون المشرط وتترك لمدة 10 إلى 15 دقيقة وهناك من يستخدم الحجامة مع المساج والكثير من النجمات والمشاهير يحبذون هذا النوع ويهتمون بالحجامة ومساج الوجه والجسم.
2- يتم استخدام مشرط بعد وضع الأكواب وذلك لإزالة الدم الفاسد. عند استخدام المشرط القطع لا يجب ان يتعدى 1إلى 1 ونصف مليمتر لأن غرف الإنتظار موجودة على سطح الجلد ولو دخل المشرط إلى أبعد من ذلك تحدث مشاكل كثيرة ولا تندمل الجروح بسرعة ويسبب آلاما للمريض وممكن يحدث قطعا في الجهاز العصبي وتزيد الالتهابات أكثر ولو كان الجرح عميقا قد يترك آثارا بعد العملية. 
خطر ممارسة الحجامة
وعن الممارسة الخاطئة وخوف الناس من العلاج بالحجامة يشير د.يونس إلى أن ليس كل إنسان مخول لإجراء عملية الحجامة في البلاد العربية المتعارف عليه أن من يقوم بالحجامة اما الحلاق أو الشيخ وهذا أمر خطأ من يمارس الحجامة في الوطن العربي وفي معظم دول العالم أناس غير ملمين بعلوم الطب. نحن هنا نتعامل مع جلد وهو أحد مكونات الجسم وهو جهاز الإحساس والحماية للجسم ونتعامل مع الجهاز الدوري ونعرف جيدا ان الدم بيئة مناسبة لنقل الأمراض والكثير من الميكروبات والجراثيم بالتالي يجب الحرص الشديد في عملية الحجامة، فالمريض يفقد كمية من الدم وقد يحدث حالة إغماء لدى البعض فإذا لم يكن الممارس ملما بالعلوم الطبية كيف سيتعامل مع هذا المريض؟
ويضيف: لو أخطأ الطبيب فتتم محاسبته، لكن إذا أخطأ الحجام أو الحلاق فأنا لا أحاسب الحجام بل أحاسب الحجامة كاملة، فبالتالي لو تم إكتشاف خطأ في الحجامة من قبل طبيب فقد تمنع ممارسة مهنة الحجامة بشكل كامل وتسحب الرخصة. أن خطر الحجامة يهدد الصحة بنقل أمراض مثل الأيدز والتهاب الكبد الوبائي لا أحد يلام غير الممارس لأنه لم يستخدم كل الإمكانيات الوقائية اللازمة للمريض من تعقيم كل شيء واستخدام الأكواب وكل ما يلزم لإجراء العملية لمرة واحدة فقط اذ لا يجوز استخدامها مرة ثانية لشخص آخر، وممنوع استخدام الأدوات نفسها من مريض إلى مريض وذلك ضروري لنتجنب نقل العدوى. فهناك مرضى يخفون أمراضهم وقد تكون معدية كالإيدز، نصيحتي للممارس أن يكون ملما بعلم التشريح والدورة الدموية واستخدام أدوات خاصة بكل مريض والتعقيم حتى لا تنتقل العدوى.
وعن موقفه ممن يعارض الحجامة يقول د.يونس البعض يعتبر الحجامة نصبا واحتيالا باسم الدين، انا مع وضد ما يقال عن الحجامة. نحن نحكم على الأمور دون فحصها علميا لكن عندما قمنا بإجراء أبحاث علمية تأكدنا من فائدتها من الناحية الوقائية والعلاجية.
الفوائد الصحية والوقائية
يقول د.يونس: للحجامة فوائد صحية ونفسية كبيرة لكن لا أنصح بها للأطفال النساء الحوامل. وأتحدث من منطلق المعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية، ففي تقاريرها إلى الطب البديل أو الطب الوقائي والتي من ضمنها الحجامة وضعت مجموعة من الأمراض التي يمكن معالجتها من خلال الطب البديل منها:
-الجهاز العصبي: تعالج ضمور الخلايا والكهرباء الزائدة، وتنشيط مركز التركيز والذاكرة والصداع والصداع النصفي وأورام المخ والقولون العصبي والتبول اللاإرادي.
-الجهاز الحركي: فالحجامة تعالج أمراض العمود الفقري والروماتزم وخشونة الركبة وأملاح القدم النقرس والشد العضلي وآلام الرقبة والظهر.
-مشاكل الجهاز الدوري والأوردة الدموية والضغط العالي وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وضيق الأوعية الدموية وتصلب الشرايين وتنشيط الدورة الدموية وفقر الدم الأنيميا ودوالي الساقين وأمراض النساء والولادة ومشاكل الدورة الشهرية والعقم والبروستات والضعف الجنسي ودوالي الخصية ونزيف الرحم. 
-الجهاز الهضمي: المعدة والمرارة وأمراض الكلى والغدد والسمنة والنحافة.
-أمراض الجهاز التنفسي والأنف: نزلات البرد والجيوب الأنفية والسعال المزمن وقرح الجلد والدمامل وأمراض العيون وضعف المناعة. 
لكن ينبه د.يونس أن هذا لا يعني ان ننظر إلى الحجامة على انها معجزة، ولا يعني ذلك انه لو كان شخص ما يعاني من الشلل النصفي فسوف تقوم الحجامة بشفائه كليا، قد تحسن من حالته لكن لا تشفيه بشكل كامل.
أنصح بإجراء الحجامة 3 مرات مرة في الأسبوع وتحديدا للصداع النصفي وبعدها تجرى كل 4 أو ست شهور مرة حسب الحالة والضرورة.
كما يذكر د.يونس كيف يتخلص الجسم من السموم فالكبد يحتاج إلى يومين ليتخلص من السموم الناتجة عن حبة مسكن أو «باراسيتيمول» فكم يحتوي طعامنا على كيميائيات ومواد حافظة وسموم وهرمونات، وكم تتعرض أجسامنا إلى امتصاص الغبار الملوث؟ اذا تخيلنا ذلك فسندرك كمية السموم التي تنتظر في ما يسمى بغرف الإنتظار، وعندما نتخلص منها عن طريق الحجامة يشعر الإنسان ان وزنه خف والسبب هو انك ارحت الكبد وخلصت الجسم من السموم. وينهي كلامه: نصيحتي تجربتها، فهي من الطب النبوي ويتم استخدامها في كل أنحاء العالم اليوم ونحن نعمل جاهدين على أن ندخل هذه الممارسة في عيادات الطب العام.

تعليقات

المشاركات الشائعة